كانت هلوسة جماعية جميلة.. ماذا حدث يوم ٢٥ يناير ٢٠١١ ؟

ينتابني الشك أحيانا أن كان هذا اليوم مجرد حلم يقظة آخر أو هلوسة جماعية أصابت المصريين ، انظر إلى طفلي الصغير و افكر ، هل يجب علي ان احكي له عن ذلك اليوم ، ماذا احكي وبماذا استشهد

ٍSaadov
4 min readJan 25, 2018

--

حوار صغير دار بيني وبين زوجتي هذا الصباح :

“صباح الخير .. النهاردة ٢٥ يناير

- يلاهوي.. انا اتخضيت لما افتكرت “

قررت اليوم ان احكي عن ذلك اليوم ، اولا لأثبت لنفسي انه حدث بالفعل فلا أشك ثانية في قواي العقلية

ثانيا لأسجل لأبنائي الصغار أحداثا لا اعلم كم سيشوهها التاريخ

صغيري.. قررنا اليوم ان نفتح كلينا “انا وامك" ألبوم الصور الخاص بنا والذي صورناه يوم ٢٥ يناير ٢٠١١ ، فابوك وامك عملا يوما من الأيام في نوع غريب من الصحافة ، نوع يحكم على من يعمل فيه بالاعدام أو النفي أو أشكال أخرى كثيرة من الخذلان

دعك من ذلك وشاهد معي بعض الصور

اول صورة صباح ٢٥ يناير التقطها بيد مرتجفة عقب ان وصلت إلى وسط القاهرة .. كانت عربات الشرطة الكئيبة تملأ المكان

عصبية “اللواءات” يومها شجعتني أكثر، كان الخوف باديا في ردودهم العفوية، يخافون الثورة و يؤمنون بها أكثر مما نؤمن بها نحن ربما

شاهدت البلتاجي فاطمأن قلبي .. فكرت ان وجود احد عقلاء الإخوان ومعه منطقته فقط “شبرا الخيمة “ كافية لإنجاح اليوم .. لم اكن بعد اعلم شكل النجاح المرجو

اتجهنا باتجاه ميدان التحرير لنجده ثكنة “شرطية “ مغلقة شممت رائحة الغاز المسيل للدموع للمرة الأولى في حياتي

دخلنا التحرير ظهرا لدقائق ثم اتجهت المسيرة التي كنت معها وبها قوى مدنية إلى ماسبيرو مرورا بقلعة الحزب الوطني

اما ماسبيرو كانت اول مرة ارى فيها المناضل المصري ايمن نور ، الوحيد الذي نعلمه وقف في وجه مبارك بحق .. سألته وسط الزحام سريعا “مش خايف يقتلوك" نظر لي سريعا بتوتر .. ثم أبتسم ابتسامة رائقة و لم يرد بل استكمل الهتاف “يسقط يسقط حسني مبارك “

عدنا الى مدخل التحرير مرة أخرى والتحمنا في مسيرة الإخوان القادمة من شبرا و دارت المعركة مرة أخرى مع جحافل الأمن المركزي

ساعات لم نشعر بها وكانت هذه الصورة .. من هول المشهد كانت يدي وكياني يرتجف فخرجت الصورة بهذا الشكل الرديئ .. كان المشهد عظيما .. والهتاف مدويا

الشعب يريد إسقاط النظام

صلينا العشاء في قلب ميدان التحرير .. لم نكن نصدق ، ولم نكن نعلم بم نطالب

كان “الكبار “ يشعلون المشاعر بكلماتهم الحماسية.. لاحقا عرفنا ان كثيرا منهم كانوا صغارا .. وكنا نحن فقط الكلمات الحقيقة

لم نكن نحلم برحيل مبارك صراحة ، كنا نطلب رحيل وزير أو تغيير وزارة

في هذه الصورة يخبرني صديقي انه كان فقط يحاور علاء الأسواني في “ استغلال الزخم في إسقاط البرلمان" .. كنا بهذه البراءة

انتهى اليوم لتبدأ الثورة ، ليسقط من كنا نحسبه لا يسقط، ويأتي من كنا نحسبه لا يأتي، فقط لنعلم نحن حقيقة دامغة ، وهي ان الثورة حقا من أسهل ما يكون .. ان وُجد الثوار

--

--

ٍSaadov

Egyptian journalist and TV presenter , now #AsylumSeeker in Seoul south korea